الحر بغمزة

موضوع: الحر بغمزة الجمعة مايو 14, 2010 4:10 pm

Õ
جلس في المقهى يتفصح بوابة منتداه المحبوب على حاسوبه المحمول الدي لايفارقه>>
وكانت تجلس بالقرب منه فتاة أنيقة تتابع معه هل بدافع الفضول أم واجهة المنتدى شدتها وهو منغمس في تجهيز موضوع جديد ودون شعور نادته باسمه المستعار وكأن لها سابق معرفة به التفت إلى مصدر الصوت فرأى فتاة في مقتبل العمر ومعها رفيق يحتسيان مشروبهما ، ومدت يدها مصافحة بادلها السلام والتحية وهو مستغرب .
سألته مبتسمة : أنت ادن فلان قدمت نفسها واسم رفيقها واستطردت قائلة : أنا من اشد المعجبات بمواضيعك الساخرة والفكاهية بالخصوص لاحظت بان لك أسلوبا فريدا من نوعه في الكتابة ودائما يراودني سؤال لم اجد الفرصة لأسألك إياه في المنتدى فقال لها تفضلي اختاه بسؤالك انا رهن الإشارة .
قالت : لماذا تكلف نفسك عناء الكتابة مادام الشغل في المنتدى غير مأجور عليه ماديا ؟‏
لو تؤلف كتابا او موسوعة وتطرحهما في السوق ستدران عليك أرباحا وهدا في نظري احسن ؟
أجاب من كان يصاحبها مبديا عن أسنان أكلها دخان السجائر:‏
‏- لأنه لا يستطيع أن يقوم بشيء آخرغير التهريج مع مرضى يشبهونه .‏
ابتسم الكاتب ورد بهدوء:‏
‏- معك حق، خصوصا إذا تعلق الأمر بالغور في التوافه
والخوض في الحديث مع من هم على ‏شاكلتك. ‏
فهمت القصد وتدخلت لتلطف الجو :‏
‏- هو يكتب لأنه يحب ذلك.‏
قاطعها، قبل أن يتدخل( المبلوز) الآخر الذي ظل يزيغ بيعينيه هنا وهناك في بلادة:‏
‏- المسألة ليست مسألة حب بقدر ما هي واجب بل آسرمنبعث من الداخل لا يمكن التغاضي او السكوت عنه . ان صح التعبير فهي رغبة انسانية في العطاء بدون مقابل
طمعا في رسم ولو ابتسامة على محيا واحد هو في حاجة ماسة للانشراح والضحك والخروج من دوامة المعاناة ونسيان مشاكل الحياة هدا كل مافي الأمر
‏أن يجلس الكاتب على مكتبه ليضرب مفاتيح لوحة الكمبيوتر
أو يخدش الورق بقلمه باحثا عن المضحك والمفيد او ليشرح وينتقد حياته ‏وحياة الآخرين مستقرءا الأحداث ومحللا لها لساعات طوال في اليوم ليس بالأمرالهين كما يتصوره البعض.
من يقول بأن الكتابة وبالخصوص الفكاهية عمل سهل او تهريج ، فهو ‏كاذب. الكتابة تتطلب جهدا كبيرا بحيث يجب على الكاتب ان يشخص الأدوار بداخله حتى يعجبه موضوعه اولا قبل طرحه وكل هدا في بعض الأحيان قد يصبح معاناة. ويأخد من وقته الكثير
فالكتابة لا تصدر عن حب كما ‏يدعي البعض،
بل استجابة لشعور داخلي جامح لا يمكن إلجامه.
الحب والاستمتاع بما هو مكتوب يحسهما ‏الكاتب حين ينتهي من عمله، وهدا هو المقابل
لا حين يقوم بهذا العمل. وجع وهوس الكتابة المهما عسير، صدقيني. ‏
أضاف الآخر مصمما في إظهار بلادته:‏
‏- كتاب المواقع انطوائيون انهزاميون بسبب البطالة التي تطالهم يحرقون وقتهم ويختبئون وراء الشاشة حتى لا يحسون بعزلتهم.‏
رد الكاتب:‏
بالعكس مثلا أنا موظف في وظيفة مرموقة متفتحا على جميع المستويات والشرائح ولي علاقات مع أصدقاء داخل وخارج الإدارة رغم كل هدا أجد نفسي في هوايتي المفضلة الكتابة الفكاهية لأن هدا الميدان صعب وصعب جدا ان تضحك احد فهدا أمر ليس بالسهل أتمنى أن تجربه إن كنت تستطيع وما قلته عن الانطوائية ‏والانطوائيين والانهزامية والانهزاميين ربما لأنهم يحسون باغترابهم وسط مجتمعات فيها أمثالك. ‏والتفت إلى الفتاة معتذرا عن قسوته تجاه رفيقها الدي جعل المناقشة تنحى منحى آخر ، لم تنبس ببنت شفة سوى غمزة اصدرتها بعين واحد فطن لدكائها الدي استعملته لتقيس درجة غيرة زوجها في المستقبل على حسابه
تفهم الأمر وتغاضى كي لايحرجها أمامه
دوزها بجغيمة الماء هههههههههه
والحر بالغمزة ...
الحر بغمزة 17e619103a